روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | أسرتك أولى بدعوتك.. موازنة الدعوة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > أسرتك أولى بدعوتك.. موازنة الدعوة


  أسرتك أولى بدعوتك.. موازنة الدعوة
     عدد مرات المشاهدة: 4217        عدد مرات الإرسال: 1

خروج المرأة للمجتمع تعددت جوانبه وأشكاله فهو ليس خروجا من أجل العمل أو للسوق ومدارس الأولاد كما كان معروفا.

بل بدأت تخرج المرأة من بيتها من أجل دعوتها إلي الله عز وجل بشتى الوسائل المناسبة لها، فتذهب لحلقات المسجد، وتعمل محفظة قرآن للفتيات الصغيرات في المسجد، وغيرها.

لكن انتشرت قضية بين بيوتهن حيث أصبحت تخرج لممارسة دعوتها وتربية جيل صالح من بنات المساجد وتترك بيتها دون أي رعاية! فنجد بين أبناء الدعاة بعض السلوكيات المنحرفة التي تنم عن سوء وإهمال في التربية.

وقد تصل بها الأمور أنها تهمل بيتها من نظافة ورعاية زوجها الذي هو وحده يعد جنتها أو نارها... وقد يصل الأمر إلى طلاقها إن تفاقم الوضع؛ بسبب قناعتها أن دعوتها أهم من بيتها!

تبدأ- سناء الحديث قائلة: "أنا أعتبر دعوتي مع سيدات المسجد المجاور لنا هو الدعوة الأهم، وزوجي يتفهم ذلك الأمر ويعذرني إن عاد مرة من العمل ولم يجد الطعام جاهزا، أو المنزل غير مرتب فهو يقدر دعوتي بشكل جيد. كما أنني أحاول بقدر الإمكان الالتفات إلى بيتي وأولادي".
 
أما- دعاء فلها رأي ووجهة نظر يجب أن يقتنع بها غيرها فتقول:"أنا ألتفت لمنزلي وزوجي بقدر جيد ولكني مقصرة مع أبنائي بعض الشيء، فأنا أعلم كل العلم أنه كما أنني أساهم في تربية أبناء غيري فهناك في المسجد من سيهتم بتربية أبنائي"..!
 
دعوة الزوجة تبدأ من بيتها:
 
وتختلف معهن- مروة قائلة: "أنا أعتبر الدعوة تقع بشكل كبير على عاتق الرجال أكثر من النساء، كما أنني مقتنعة تماما أن دعوة المرأة تكمن في بيتها وتربية أبنائها والاهتمام بزوجها وما يشغله وما يفكر فيه الأولاد..
فنحن الآن في الزمن الذي ينتظر جيلا ناشئا واعيا بشكل ملتزم لكي يحمل هم أمته ودعوته.. كما أنني أعترض على دعوة الفتيات التي قد تجعلهن "مسترجلين" فالفتاة يجب أن تضع في اعتبارها أنها فتاة، وأنها ستتزوج وتنجب أطفالا وهم وقتها سيكونون دعوتها هم وزوجها وبيتها..."
 
وتتفق معها- ولاء: "أنا ألقي باللوم علي الأمهات اللاتي يخرجن خارج بيوتهن لحضور حلقات المسجد مثلا وكذلك الانشغال بتربية أولاد غيرها، وتترك أبناءها وخاصة البنات منهم دون تربية واهتمام.
فأنا أقول لكل امرأة تفعل ذلك: ابدئي بالدعوة من بيتك، فزوجك وأولادك أحق بكِ من غيرك..وقال الله تعالي: "إن لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم" فيجب أن تبدأ كل زوجة وفتاة من بيتها أولا.."
 
لا للتفضيل... كلاهما مهم.
 
وتضيف -مها-: أنا بفضل الله عز وجل أستطيع التوفيق بين كلا الأمرين، فأنا أحضر حلقات المسجد وأربي بناتي الأربع تربية لا بأس بها، فأنا أتعب معهن وكذلك زوجي يشاركني في تربيتهن، فمثلاً أحضر لابنتي كتابا وأقول لها أنني أريد ملخصاً له، وفي النهاية أعطيها مكافأة..
 
فأنا أعلم أن البداية يجب أن تكون من منزلي أنا، لكي أربي بناتي اللاتي سيساهمن يوما ما في تربية نشء صالح من أجل أمة المسلمين وأحتسب الأجر عند الله تعالى" .
 
أما - سماح- فتقول: "أنا أهتم جدا بحلقات المسجد، ولا يمكن أن أتركها ولكن عندما نصحتني بعض صديقاتي أن ابنتي الكبرى تحتاج لرعاية أكبر خاصة أنها قد تجاوزت العاشرة ويجب الاهتمام بها بدأت أفرغ لنفسي لها وأداوم علي متابعتها هي وباقي أخواتها في حفظ القرآن وممارسة الأنشطة أيضا.
 
المفهوم الخاطئ.. وتفكك الأسرة:
 
وهناك من عرفت آثار هذا التقصير حيث تضيف- س.ك-:" أنا من الأمهات اللاتي قصرن في حق بناتهن فأنا كنت أهتم ببنات المسجد وحلقات التحفيظ ودروس السيدات الكبار وأهملت بناتي بشكل مؤسف، فكنت أذهب و أتركهن في النادي لكي أتفرغ أنا للمسجد وغيرها من حلقات الدروس الدينية، إلي أن كبرت بنتي الكبرى ولم أستطع منعها من الذهاب للنادي.
 
وهذا شيء مخجل لبنت في سنها أن تذهب وتتمرن مع مدرب رجل!. لذا أنصح كل أم أن تتفرغ لبناتها فهن أولى بها فالبنات مشاكلهن أكبر من الأولاد".
 
وتتفق معها منال قائلة: "كنت كثيرة الخروج بين حلقات المساجد والقوافل الدعوية والرحلات الإسلامية صباحا، وبين الدروس الخاصة في منازل الأخوات مساء.
 
وكان زوجي يشكو لكنني كنت أطلب منه الصبر والجزاء في الجنة، لكنني أفقت على خبر طلاقي ورعاية أبنائي التي أصبحت لوالدهم، فلم أعد أراهم إلا قليلاً، ندمت وفهمت بعد فوات الأوان".
 
وهنا يضيف لنا الداعية والكاتب الإسلامي"فتحي عبدالستار" قائلاً:
 
 يجب أن نقرر أولاً أن النساء كما قال صلى الله عليه وسلم هن شقائق الرجال، ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وهن جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي، كما أن الدعوة كما هي واجبة على الرجال هي واجبة أيضا على النساء.
 
بحسب استطاعتهن، فالمرأة عليها واجب دعوي يجب أن تقوم به تجاه دينها والشرط الوحيد لقيامها بهذا الدور ألا تضيع فريضة أو واجب عليها، بمعنى ألا تفرط في حق زوجها وبيتها وأولادها في الظروف العادية.
 
كذلك بالطبع إلى جانب التزامها بالمظهر الإسلامي، والخلق الإسلامي في التعامل مع الناس، وأن يكون الأمر بموافقة ولي أمرها إن كانت في بيت أبيها فهو بموافقة أبيها، أما إذا كانت في بيتها فهو بموافقة زوجها..
 
ولكن إذا حدث تعارض، فساعتها نقدم الواجب الأوكد، ولا يعتبر ترك الواجب الآخر إثمًا، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها،، وإن من تفعل ذلك من النساء إنما تفعله لقصور في فهمها لأدوارها الأساسية،والأمر ليس فيه حكم مطلق، وإنما هو خاضع لظروف كثيرة منها: إمكانات الزوجة الجسمانية والنفسية والوقتية.
 
ومنها شخصية الزوج ومدى تعاونه وتفهمه وتقبله، ومنها الظروف الحياتية المتعلقة بالأسرة.. فكل هذه الظروف تتحكم فيما تستطيع أن تقوم به المرأة وما لا تستطيع القيام به، ولكن المشكلة أننا نخلط بين المصطلحات ونحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
 
وكذلك يجب أن نحدد ما المقصود بالدعوة تحديدا... وفي الحقيقة أن كثيرا من النساء يقضين أوقاتهن في حكايات فارغة وجلسات لا طائل من ورائها، يمكن أن تختصر بشكل كبير..
 
فما الفائدة أن نصلح المجتمع الخارجي ونترك بيوتنا نهبا للخراب!! فميدان المرأة الأول هو بيتها، فإن كان لديها بعض فضول لم لا تربي كل امرأة بناتها! لم لا يعمل كل في ميدانه والشواهد على أن انشغال النساء بما هو خارج بيوتهن يضيع كثيرا على أولادها وبيتها، كما أنه بإمكانها ممارسة دعوتها عن طريق التعامل الطيب مع جيرانها وتقديم القدوة لهم كذلك عن طريق إصلاح بيتها وتهيئة الجو الملائم للطاعات.
الدعوة إلى الله أم حقوق الزوج والبيت؟؟
 
أما رأي الأستاذ جمال عبد الناصر - صحفي بجريدة الأهرام - باحث دكتوراه في الفلسفة الإسلامية بدار العلوم جامعة القاهرة...يضيف ناصحاً ومرشداً..
 
الدعوة إلى الله تعالى أشرف مهنة، وأجل مهمة يقوم بها المسلم تنفيذًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية"رواه البخاري، "نضَّر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحفظها ووعاها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"رواه أبوداود والترمذي وصححه، وصححه غير واحد.
 
والدعوة واجبة على المسلم رجلاً كان أو امرأةً، كل على قدر استطاعته، وحسب الظروف المتاحة له، فالدعوة ليست مقصورة على إلقاء الدروس والخطب في المساجد فقط، وإنما الدعوة لها أشكال متعددة، فالملبس على السنة دعوة إلى الله، وتربية الأولاد على هدي الإسلام دعوة إلى الله، ومعاملة الجيران والإحسان إليهم دعوة إلى الله.
 
وحسن التبعل للزوج دعوة إلى الله، والبر والإحسان لذوي الأرحام -خاصة من ذوي قربى الزوج- دعوة إلى الله، وخفض الصوت والتكلم بأدب دعوة إلى الله، وعدم الاختلاط دعوة إلى الله، وكذلك القناعة والرضا بالقليل وعدم الطمع والجشع دعوة إلى الله.
 
ولا بأس أن تمارس الزوجة الدعوة بإلقاء الدروس في المساجد، شريطة ألا يؤدي هذا إلى ضرر أو يتسبب في ارتكاب محرم كالآتي:
 
- لا تخرج في وقت يُخشى عليها الفتنة أو التعرض لمكروه، كأن تسافر لمكان بعيد مثلا.
 
- كذلك لا تهمل في مهمتها الأساسية وهي رعاية الأولاد والبيت لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... والمرأة راعية في بيت زوجها..." متفق عليه، فدرء المفاسد مفضل عن جلب المنافع، فما تراجعت الأمة وانهزمت وخربت البيوت إلا عندما خرجت المرأة تاركة النشء أمام التلفاز والفضائيات.
 
- كذلك لا تهمل حق زوجها الشرعي كأن تتزين لزوجها، وتبرز جمالها له فمن حقه عليها الإعفاف، فبعض الداعيات يهملن في أنفسهن ولا يتزينّ بدعوى الانشغال بمهام الدعوة؛ فما الذي يحدث؟ الزوج لا يجد من تعفه وتعطيه حقه الشرعي، فيضطر إلى النظر إلى محرم وينشئ علاقات محرمة وقد يقع في الزنا والعياذ بالله أو يلجأ للزواج بأخرى.
 
وفي النهاية تعالوا نقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سألته أسماء بنت يزيد عن سبق الرجال للنساء بالجهاد وغيره:
 
"عن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل: أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك واعلم -نفسي لك الفداء- أنه ما من امرأة كانت في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي أن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، فإذا معشر النساء محصورات قواعد بيوتكم ومَفْضَى شهواتكم وحاملات أولادكم.
 
وإنكم معاشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله. وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًّا ومعتمراً أو مرابطًا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم أفما نشارككم في هذا الخير يا رسول الله؟
 
فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها عن أمر دينها؟ من هذه قالوا يا رسول الله؟ ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟!
 
فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها ثم قال: انصرفي أيتها المرأة وأَعْلِمي من وراءك من النساء أن حسن تَبَعُّل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله، قال فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارًا" والحديث فيه ضعف (جامع الأحاديث لجلال الدين السيوطي: ج39/455).

الكاتب: آلاء ممدوح

المصدر: موقع لها أون لاين